كلمة المحرر

 

بريطانيا تتعمد جرح مشاعر المسلمين من خلال منح (رشدي) لقب (فارس)

 

 

  

 

  

 

 

       من حين لآخر يقوم الغرب بتصرفات استفزازية تجرح مشاعر المسلمين الدينية ؛ فإذا هم واجهوها بالتظاهر والاحتجاج والاستنكار، وَصَفُوا ذلك بأعمال «التطرف» و«الأصولية» و«الهمجية» و«اللامدنية» و«عدم التحضّر» و«الظلامية» و«الانغلاق» و«التشدد» و«اللاانفتاح» وما إلى ذلك من الكلمات التي ابتكروها لإثارة حفيظة المسلمين وإيقاظ روح الانفعاليّة لديهم .

       فها هوذا القصر الملكي البريطاني يعلن يوم السبت 16/6/2007م (29/ جمادى الأولى 1428هـ بالتقويم الهندي وغرة جمادى الأخرى 1428هـ بالتقويم العربي) منحَ الكاتب المارق من الإسلام المدعو بـ«سلمان رشدي» الهندي المولد البريطاني الجنسية – الذي كتب بالإنجليزية رواية «آيات شيطانية» التي جَرَحَ بها مشاعر المسلمين في العالم ؛ حيث نال فيها من كرامة النبي أشدّ النيل وأسوأه – لقب «فارس» وهي درجة ملكية رفيعة تفوق درجة «سير» .

       وبريطانيا تعلم جيدًا أنّ «رشدي» أصبح لدى المسلمين في العالم أقبح رجل وأبغضه من خلال إساءته الفاضحة إلى الرسول ، ولكنها تجاهلت ذلك وأصرّت على منحه هذه الدرجة الملكية ، لإسخاط المسلمين وجرح مشاعرهم ، وكأنها قالت لهم : ها نحن أولاء نكرم من تمتهنونه ونرفع من تذلونه ونحترم من تدوسونه ، فهل عندكم من قوة تقاوموننا بها أو من حيلة تقدرون بها على إعيائنا وتحطيم إرادتنا والحيلولة دوننا ودون مانريده ؟!!.

       وقد احتج المسلمون في العالم حكومات وشعوبًا وعلى رأسهم المسلمون الباكستانيون وحكومتهم . ففسّرت بريطانيا موقفها من «رشدي» وعلّلت منحها لقب «فارس» بأنها إنما أكرمته تقديرًا لفنّه الروائي وأسلوبه الكتابي الممتاز.

       ولكن المسلمين لم يقتنعوا بتعليلها البارد وتفسيرها العابث ؛ لأن هناك مئات من الكـتّاب بالإنجليزية في بريطانيا وغير بريطانيا يفوق «رشدي» بدرجات كبيرة في الأسلوب والإتقان والخصائص الفنية للرواية أو القصة؛ ولكنها تَخَطَّتْهم إليه بسبب واحد وهو التعمد لإثارة سخط المسلمين وجرح مشاعرهم وتحدّيهم فيما يتصل بعِرض نبيهم وكرامته . ولو كانت بريطانيا لديها أدنى شعور باحترام المسلمين لاجتنبت هذه الخطوةَ حتى ولوكانت رواية «رشدي» ممتازة من الناحية الفنية وجديرة بالتقدير لأسلوبها الرفيع .

       هذا ، وقد دَرَسَ عدد من النقاد العارفين بخصائص اللغة الإنجليزية الذين لديهم بَصَرٌ بالأساليب ودراية للروعة الفنية التي تجعل روايةً ما ممتازةً عن غيرها ، فتوصّلوا إلى أن رواية رشدي «آيات شيطانية» ليست بشيء من الناحية الفنية ولاترتقى إلى مستوى «الجيدة» فضلاً عن «الممتازة» . أصدر الشيطان رشدي «آياته الشيطانية» عام 1989م ومنذ صدورها ظلّت عبر الأعوام الأخيرة موضع دراسة وانتقاد من الناحية اللغوية والفنية ومن النواحي الأخرى التي تهم المتذوقين للغة والأسلوب ، فأجمعوا على أنها رواية عاديّة يكـتب مثلَها عددٌ لايحصى من الكتّاب .                                                        [التحرير]

(تحريرًا في الساعة 10 من صباح الأحد  : 15/6/1428هـ = 1/7/2007م)

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . رجب المرجب 1428هـ = يوليو – أغسطس  2007م ، العـدد : 7 ، السنـة : 31.